سيرة الفنان
نشأ عبد الله بن عنتر في مدينة مستغانم المينائية، الواقعة في الجانب الغربي من الجزائر، حيث تعرف عن طريق عمّه، الموسيقار، على الموسيقى الأندلسية، وثقفه والده في الشعر والصوفية. كان والد بن عنتر منخرطاً في النضالات المضادة للاستعمار، ومن أوائل الجزائريين الذين احتجزهم الفرنسيون في جبال هقار، في أقصى جنوب البلاد. يتذكر بن عنتر أنه أنجز لوحاته الأولى عندما كان في العاشرة أو في الثانية عشرة من عمره، حيث كان يرسم الأزهار على المناديل. في حديثه حول بداياته المبكرة كفنان، خلال مقابلة مع جيلالي خالد سنة 1998، أرجع بن عنتر سماح والديه له بالرسم إلى ضعف وضعه الصحي أثناء الصغر، وشرح أنه لكونه كان ولداً خجولاً، قدم له الرسم وسيلة تقرّبه من الآخرين بصورة غير مباشرة.
درس بن عنتر الرسم الزيتي والنحت والرسم التخطيطي في معهد الفنون الجميلة في وهران قبل أن يلتحق بالجيش الفرنسي. انتقل عام 1953 مع صديقه وزميله الرسام محمد خدة (1930 ـ 1991)، إلى باريس، حيث عاش وعمل. وصف الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة قرار بن عنتر بالبقاء في باريس بأنه حالة من النفي الطوعي، وهو نوع من النفي الروحي والجغرافي على حد سواء. يرتبط اسم بن عنتر بمدرسة باريس الجديدة التي نشأت عقب الحرب العالمية الثانية، إلى جانب رسامين آخرين جزائريي الأصل مثل محمد أكسوح (1934) وجان دو ميزونسول (1912 ـ 1999)، وماريا مانتون (1910 ـ 2003)، ولويس نالار (1918)، كما ارتبط أيضاً بما دعاه جان سيناك (1926 ـ 1973) بـ "مدرسة الإشارات"، مع عبد القادر غرماز (1919 ـ 1996) وخدة. فسّر فرانسوا بويون ذلك معتبراً أن هؤلاء الفنانين قاوموا الأسلوب التشخيصي وتبنوا التجريد كرد، جزئيا، على كون المواضيع الوطنية كانت تطغى على الرسم التشخيصي في الجزائر، في مرحلة استقلال البلد سنة 1962.
من الممكن تصنيف أعمال بن عنتر ضمن فئتين: اللوحات الزيتية وكتب الفنانين. تتأرجح لوحات بن عنتر الزيتية، غير التشخيصية إلى حد كبير، بين المشهد والتجريد، وتتسم بضربات فرشاة سريعة وديناميكية وفضفاضة، وباستخدام حيوي للألون، مع إدخال رموز وعناصر طبيعية، من الجزائر بمعظمها. طغى اللون الأزرق على لوحات بن عنتر خلال الخمسينات، بينما ميّز الأصفر البني العديد من لوحاته في الستينات. بدأ سلسلة "الزائرات" في العام 1975، بعد أن زار والدته في الجزائر. تصف زوجة بن عنتر، الشاعرة مونيكا بوشيه، لوحات "الزائرات" بأنها "أشكال تقع على الحدود بين التشخيصي والتجريدي،" وتلاحظ أن صورة المرأة ـ الأم تظهر نفسها في كل منها. تشمل هذه السلسلة المئتي لوحة بالغواش التي أنجزها بن عنتر خلال شهر واحد إثر زيارته للجزائر، بالإضافة إلى الأربع وعشرين لوحة من الحجم الكبير التي أكملها خلال السنتين التاليتين. في أواخر السبعينات، باشر برسم اللوحات الثنائية والثلاثية، وهو اختيار يعود، جزئيا، إلى إعجابه برسامين مثل غرونوالد وجيوتو، لكنه يتيح للفنان، في الوقت ذاته، أن يُدخل المُشاهد مادياً في اللوحة (بن عنتر، مقتبس من قديد).
في أواخر الخمسينات، بدأ بن عنتر العمل على المحور الثاني الهام في أعماله: الحفر والكتب الفنية. ومع أن أعمال الحفر أنجزت في موازاة رسم اللوحات، إلّا أن بن عنتر يحرص على التمييز بين أعماله في كلا الوسيطين. في الكتب الفنية التي يبلغ عددها الـ 1500 كتاب، والناتجة بصفة عامة عن تعاونه مع أصدقائه الشعراء، يستخدم بن عنتر في منقوشاته مواداً مختلفة، منها النحاس والزنك والمشمّع والفولاذ والخشب. أول كتاب من هذا النوع كان "صباحية من شعبي" (1961) للشاعر الفرنسي ـ الجزائري جان سيناك. أبرزت كتب عديدة لبن عنتر، والتي أنتجها منذ ذلك الحين، أعمال شعراء جزائريين معاصرين، والشعراء الصوفيين الذين لقنه والده قصائدهم. يلتزم بن عنتر شخصياً بكل مرحلة من مراحل انتاج كتبه الفنية هذه، بما في ذلك تصميم الحروف وطباعتها، وقد سهّل ذلك عمله كموظف في مطبعة باريسية. وفقاً لتصريح الفنان، كان "كل كتاب عبارة عن مغامرة، عن انطلاقة" (بن عنتر، اقتباس من قديد).
عُرضت لوحات وكتب بن عنتر الفنية بصورة منتظمة طوال مسيرته الفنية، خاصة في باريس، بما في ذلك العديد من المعارض الفردية والجماعية في غاليري كلود لومان، ومعرض استعادي سنة 2003 في معهد العالم العربي، باريس، فرنسا.
معارض مختارة
2014
| معرض جماعي، "الأسود والأبيض. حلم من حوض البحر الأبيض المتوسط"، متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية، مارسيليا، فرنسا |
2014
| فهرس، الجزء الأول، مجموعة متحف الفنية، متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة، قطر |
2013 | معرض جماعي، "تجريد"، منصة الفن المعاصر(كاب)، الكويت
|
2010 | "سجّل: قرن من الفن الحديث"، متحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة، قطر
|
2008 | معرض جماعي، "الكلمة في الفن"، المتحف البريطاني، دبي، الإمارات العربية المتحدة |
2007 | معرض جماعي، البينالي الدولي السادس لفنون الحفر في إيل دو فرانس، فرساي، فرنسا |
1995 | معرض جماعي، "تأثيرات الترحال: 25 فناناً جزائريا"، قصر الندوات والثقافة في مدينة مان، فرنسا |
1993 | معرض فردي، "بن عنتر، أعمال على الورق"، المتحف الوطني للفنون الجميلة، الجزائر العاصمة، الجزائر
|
1992 | معرض جماعي، "مجموعة خاصة، ألوان زيتية على قماش"، مدينة ناها، اليابان |
1987 | معرض فردي في المركز الثقافي الجزائري، باريس، فرنسا
|
ـــــــــ | معرض فردي في قصر الندوات، بروكسل، بلجيكا |
1985 | معرض جماعي، "مسيرة غاليري"، غرونوبل، فرنسا |
1984 | معرض جماعي، معرض التراث العربي، الخُبر، المملكة العربية السعودية |
1983 | معرض جماعي، قصر الفنون الجميلة، مارسيليا، فرنسا |
1982 | معرض فردي، "أنوار الحلاج"، ليون، فرنسا |
1981 | معرض جماعي، غاليري لاتولي، الرباط، المغرب |
1977 | معرض فردي في قصر الفنون والثقافة، بريست، فرنسا |
1970 | معرض فردي، تقنيات الحفر، متحف الفن المعاصر لمدينة باريس، فرنسا |
1968 | معرض جماعي، بينالي نيو دلهي، الهند |
1967 | معرض جماعي، صالون مايو (أيار)، كوبا |
1966 | معرض فردي في غاليري بينتر دو موند (فنانون من العالم)، باريس، فرنسا |
1964 | معرض فردي في غاليري إيربينيه، باريس، فرنسا |
ــــــــ | معرض جماعي، المعرض الدولي، الجزائر العاصمة، الجزائر |
1963-1964 | معرض فردي متجوّل في شتوتغارت وهامبورغ، ألمانيا، وكوبنهاغن، الدنمارك |
1963 | معرض جماعي، بينالي باريس الثالث، فرنسا |
ـــــــــ | معرض جماعي، متحف الفنون الجميلة، الجزائر العاصمة، الجزائر |
1962 | معرض فردي في مكتبة الجزائر الوطنية، الجزائر العاصمة، الجزائر |
1961 | معرض جماعي، بينالي باريس الثاني، فرنسا |
1959 | معرض جماعي، غاليري كوليت أليندي، باريس، فرنسا |
1958 | معرض فردي في غاليري كلوب دي كاتر فان، باريس، فرنسا |
1956 | معرض جماعي، غاليري سيميز، باريس، فرنسا |
جوائز وتكريم
عضو في لجنة فن الحفر للفتيان، اللجنة الوطنية للكتب الفرنسية المزيّنة بالرسوم، والمكتبة الوطنية ومكتبة آرسنال.
1983 جائزة بيللا الدولية، إيطاليا
1962 جائزة فيكتور شوكي
المفردات الدالة
الفن الجزائري الحديث، الرسم الزيتي، الكتب أو الدفاتر الفنية، مدرسة باريس، مدرسة الإشارات، التجريد، التشخيص، الشعر، مدرسة الفنون الجميلة في وهران
المراجع
ملف الفنان، عبد الله بن عنتر. مكتبة وارن موري روبنز، المتحف الوطني للفن الإفريقي، واشنطن، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية.
عبد الله بن عنتر، "أعمال عبد الله بن عنتر بفن الحفر". الجزائر العاصمة: منشورات AEFAB، 1989.
ميشال جورج برنار. "بن عنتر". باريس: غاليري كلود لومان، بين 1991 و1994.
مونيك بوشيه. "Benanteur: Œuvres sur papier" (بن عنتر: أعمال فنية على الورق). الجزائر العاصمة: المتحف الوطني للفنون الجميلة في الجزائر العاصمة، 1993.
جيلالي قديد. "Benanteur, Empreintes d'un cheminement" (بن عنتر، بصمات مسار). باريس: دار ميريم سولال، 1998.
فينيسيا بورتر، "Word Into Art: Artists of the Modern Middle East" (الكلمة في الفن: فنانون من الشرق الأوسط الحديث)، لندن: مطبوعات المتحف البريطاني، 2006.
فرانسوا بويون. "Painting Algerian Society: Exoticism, Modernism, Identity" (رسم المجتمع الجزائري: الغرابة والحداثة والهوية). ترجمة إيمي جاكوبس ـ كولاس إلى الإنكليزية. في "Remembering Africa" (تذكّر إفريقية). إشراف إليزابيث مودمبي ـ بويي. بورتسموث، نيوهامشير: هاينمان، 2002. ص. 103 ـ 123.
أعمال فنية
Unable to display this Web Part. To troubleshoot the problem, open this Web page in a Microsoft SharePoint Foundation-compatible HTML editor such as Microsoft SharePoint Designer. If the problem persists, contact your Web server administrator.
Correlation ID:335367a1-f48d-f046-3131-dc981bf3f288