سيرة الفنانة​

تعتبر جاذبية سري من مجموعة الفنانات اللاتي صعدن إلى الشهرة خلال الفترة الناصرية في الخمسينات في مصر. تفاعلت خلال ستين عاماً من مسيرتها الفنية مع التحولات في المناخ السياسي والاجتماعي والفني في مصر. تحظى لوحاتها الغنية بالألوان باحترام الكثيرين، كما تحظى باحترام مماثل مثابرتها بحنكة على الانتاج الفني في ظل الاضطرابات المرحلية التي شهدها عالم الفن في مصر.

ولدت سري في القاهرة سنة 1925 لعائلة غنية، ونشأت كفنانة خلال سنوات حركة الضباط الأحرار التي بدأت في 1952. بعد أن تخرجت سري من المعهد العالي للتربية الفنية للمعلمات (حاليا كلية التربية الفنية، جامعة حلوان)​ سنة 1950​، حصلت على عدة منح دراسية أتاحت لها السفر إلى الخارج، حيث أتمت دراساتها العليا مع مارسيل جرومير في باريس سنة 1950، كما واصلت دراسات إضافية في الأكاديمية المصرية بروما سنة 1952، وفي كلية سليد في لندن سنة 1953. دعمت الحكومة أيضاً عملها الفني في مصر، وتتميز لوحاتها المبكرة بشخصيات نسائية قوية، مهيبة من كل الطبقات الاجتماعية. أكدت من خلال هذا التنوع على أن الإمرأة المنفردة والمجهولة لا يمكنها أن تمثل مصر، بل إن تعدد النساء وتباينهن هو ما يطبع ملامح الجمهورية المصرية الجديدة. ولقد لونت هذة الأعمال بألوان حيوية مع تحديد قوي بالأسود وتسطيح بسيط لظاهر الصورة مما أصبح يعتبر أسلوبها المميز.  ​

تضاءلت تلك  الأشكال البارزة في أعمالها المبكرة مع مرور عقدي الخمسينات والستينات، حتى 1967 حيث اختفت تماماً. ظلت لوحاتها تمثل شخصيات مصرية ولكن في نهاية عقد الخمسينات، أصبحت خلفياتها أكثر تجريدا في الوقت الذي زاد اهتمامها باللون والخط غيرالتشخيصيين. هذا التلاشي من الممكن أن يُعزى إلى خيبة أملها المتزايدة  تجاه الحكومة المصرية. ففي 1959، قامت هذه الحكومة بتوقيفها لعدة أيام وسجن زوجها لثلاثة أعوام بحجة نشاطهما الشيوعي. ورغم أنها تسترجع تلك التجربة بشيء من الاعتزاز، إلا أن سجن زوجها أسدى ضربة قاسية لإيمانها في حكومة ناصر.

في 1965 حصلت سري على منحة للانضمام إلى مؤسسة هانتينغتون هارتفورد، في حي باسفيك باليسيدس في كاليفورنيا، وهي مؤسسة تمتلك واحة للفنانين في جبال سانتا مونيكا. ورغم أنها سافرت ودرست عدة مرات في أوربا في عقد الخمسينات، كانت هذه هي أول زيارة لها للولايات المتحدة. وبحسب كلام الفنانة، كان لتلك التجربة أثر عميق على ممارستها الفنية. ورغم أنها رسمت بالأسلوب التشخيصي بشكل رئيسي عندما كانت هناك، إلا أن هذه التجربة أتاحت لها التعرف إلى الأسلوب الأمريكي في التعبيرية التجريدية.

اختفت الأشكال التشخيصية فجأة من أعمالها في 1967. وفسّر بعض المتخصصين، مثل جيسيكا وينيجر، ذلك التحول كنتيجة لصدمة حرب 1967، ويشيرون إلى لوحة من نفس السنة، "حزن" (متحف الفن المصري الحديث، القاهرة) كعمل انتقالي. ويظهر العمل صورة ذاتية لرأس يطفو في منظر تجريدي من الطبيعة تشوبه النيران كما يظهر هرم في الخلفية. وعلى كل، فإن شعورها المتزايد بالقلق من الحكومة المصرية المصاحب لتجربتها في مؤسسة هارتفورد في أغلب الظن قادا أيضا إلى ذلك التحول. رسمت سري خلال عقد السبعينات "مناظر مدينية" تجريدية – شبكات بتركيبات معقدة تستحضر الأفق الحضري بشكل مبسط ولكنها شكلت أولى تطبيقاتها باللون والشكل.

تستمر سري في الإنتاج الفني إلى يومنا هذا، حيث تعيش وتعمل في حي الزمالك الراقي بالقاهرة. ولقد عرضت أعمالها محلياً وعالمياً في أكثر من مائة معرض. ولا تزال واحدة من أهم فناني جيلها، كما تستمر في التفاعل مع التحولات السياسية في مصر، مستجيبة لثورة 25 يناير بمعرض لأعمال جديدة في ربيع 2012.

معارض فردية مختارة​

معارض جماعية مختارة

معارض جماعية دولية مختارة​

الجوائز والأوسمة​​

البعثات والمنح​​

المفردات الدالة​

الفترة الناصرية، القاهرة، الفنانات النساء، الشيوعية، التجريد، مناظر مدينية، التعبيرية الجديدة. ​

المراجع

 إيميه عازار، Femmes peintres d'Égypte (رسامات من مصر)، القاهرة: المطبعة الفرنسية، 1953.
مرسي سعد الدين، "جاذبية سري: الشغف بالألوان". القاهرة، مصر: دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، 1998.

مراجع إضافية​

إيميه عازار، La peinture moderne en Égypte (الرسم الحديث في مصر)، القاهرة: إديسيون نوفيل، 1961.
ليليان كرنوك، "(Modern Egyptian Art (1910-2003" (الفن المصري الحديث (1910 ـ 2003))، القاهرة: قسم النشر في الجامعة الأميركية، 2005.
أوكيكيه  تشيكا أوكيكي-أجولو. Politics by Other Means: Two Egyptian Artists, Gazbia Sirry and Ghada Amer (السياسية بطرق أخرى: فنانتان مصريتان، جاذبية سري وغادة عامر". دورية ميريديانز، مجلد 6، العدد 2، النساء والإبداع والاعتراض (2006)، ص 117-149.
مصطفى الرزاز، سونيا فريد وأشرف رضا. "رائدات الفن التشكيلي المصري: إنجي، تحية وجاذبية". القاهرة: غاليري بيكاسو، 2014.
جيسيكا وينيغر، Creative Reckonings: the Politics of Art and Culture in Contemporary Egypt (آراء خلاقة: سياسات الفن والثقافة في مصر المعاصرة)، ستانفورد، كاليفورنيا: منشورات جامعة ستانفورد، 2006.​​

​​