ترجمة فيفيان حمزة
سيرة الفنان
إن لم يكن الأول، فمحمد بن علي الرباطي هو بلا شك من أوائل الرسامين التشكيليين في المغرب. يشار إليه غالباً باعتباره من الرسامين على حامل قماشة الرسم مع أنه تجنب استخدام القماش وفضل الألوان المائية على الورق. الكثير من تاريخ الرسم الحديث في المغرب بدأ مع الرباطي. كتب عنه القليل والعديد من المعلومات حوله جاءت في سياق بعض المناسبات. من الواضح أنه تلقى أولى بوادر الدعم من الفنانين الأوروبيين المقيمين في طنجة حيث كان متمركزاً لفترة طويلة من حياته، وكان العديد من الرسامين الأوروبيين يمرون عبر المغرب وخاصة عبر طنجة خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. كانت طنجة في ذلك الوقت منطقة دولية وبالتالي كانت مكاناً يفضي إلى لقاءات بين جنسيات متعددة. في العام 1903، عمل الرباطي طباخاً لدى السير جون لافيري وهو رسام إرلندي للرسوم الشخصية. واكتشف لافيري أن الرباطي يمارس الرسم في أوقات فراغه ووجده يرسم بالصباغة المائية بتأنًّ واهتمام بالتفاصيل. أقام الرباطي معرضه الأول في غاليري غوبيل في لندن سنة 1916. ومع أنه لم يتلق تعليماً أكاديمياً في الفنون، فأن اعتياده على مشاهدة الرسم وتوفر الألوان المائية في طنجة، بفضل وجود عدد كبير من المقيمين البريطانيين، أيقظا لديه الرغبة في رسم مشاهد الحياة اليومية المحيطة به.
تركز رسوم الرباطي، بالألوان المائية على الورق، على طنجة وقصبتها وسكانها، فلوحاته تصوّر شريحة واسعة من السكان المحليين، وتظهر رجالاً متجمعين حول عازفي الموسيقى أو سحرة الثعابين، ودوائر رواة القصص في القصبة، كما تصف مشاهد في المقاهي والمهرجانات ودواخل المنازل الفخمة. وغالباً ما تكون شخصيات رسومه مبسطة ومحددة بضربات ريشة واضحة، حيث تكشف الخطوط الموضوعة بدقة طيات الجلابات وتسلط الضوء على تألق متعدد الألوان. يظهر العديد من رسومه المائية مجموعات كبيرة من الرجال والنساء، ويتم التركيز غالباً على المشهد العام أكثر منه على التفاصيل الفردية. تتناقض الخطوط الهندسية لجدران المدن والمساجد أو هندسة البلاط المعقدة مع الخطوط المنحنية والانسيابية لشخصياته في ألبستهم التقليدية. تبدو الصور في العديد من أعماله مسطحة تماماً وبدون أبعاد كما تتضمن اللوحات أحياناً زخرفات على حوافها. لكن هنالك أيضاً العديد من اللوحات التي تتعدى النمط المسطح بهدف توثيق أدق للمشاهد التي يراها الفنان. في هذه النماذج، تظهر ظلال كل فرد بشكل واضح مما يدل على تجارب الفنان ودراساته لطرق إظهار الضوء ورسم الأبعاد. في حين توصف رسومه بعبارات توحي بفطرية تعبيره، يشير تنوع معالجة سطح اللوحة إلى اهتمام الفنان بتبسيط الأشكال بصورة متعمدة كجزء من أسلوبه وليس كنقص في موهبته. كان الرباطي يوقع لوحاته باستمرار على الواجهة، ودائماً بالعربية.
يستبعد الرباطي غالباً من الدراسات التاريخية حول الرسم في المغرب حيث هنالك تركيز عام على النصف الأخير من القرن العشرين. مع ذلك، وكما يظهر معرض الفن التشكيلي الذي أقيم في فندق إكسلسيور بالدار البيضاء سنة 1918، كان هنالك فنانون يعملون في المغرب، سواء من الزائرين أو من المحليين، خلال عهد الوصاية (1912 ـ 1956). يوجد بعض الأمثلة من الرسامين التشخيصيين في المغرب الذين تعلموا بأنفسهم ولا تزال أعمالهم محفوظة. إلتقط العديد من هؤلاء الرسامين لحظات الحياة اليومية في مركز مراكش. بداية الفن التشكيلي في المغرب غير موثقة كما يجب، غير أن مكانة الرباطي في عدة مجموعات محلية وعالمية تشيد بدوره التأسيسي الهام.
المعارض
المعارض الفردية المختارة
| 1922 | معرض في قصر المامونية، الرباط، المغرب |
| 1918 | المعرض الثاني في مدينة مارساي، فرنسا |
| 1916 | غاليري غوبيل، لندن، إنجلترا |
الكلمات الدالة
الفن المغربي الحديث، طنجة، ألوان مائية، عهد الوصاية.
المراجع
أحمد واحمان، "مهارته في الرسم فاقت براعته في الطبخ". الكويت: مجلة العربي. وزارة الإعلام، 2013. تمت زيارة الموقع في 28 أيار/مايو 2014. http://www.alarabimag.com/little/Article.asp?Art=3804&ID=158
خليل مرابط، "Peinture et Identité: L'expérience marocaine" (الرسم الزيتي والهوية: التجربة المغربية)، باريس، لارماتان، 1989.
محمد راشدي، "Partager: une collection d'art ouverte au public" (مشاركة: مجموعة فنية مفتوحة للجمهور)، الدار البيضاء: قاعة الفن ـ الشركة العامة، 16 كانون الأول/ ديسمبر 2011 ـ 13 تموز/ يوليو 2012.
ettouffahi. تمت زيارة الموقع في 28 أيار/مايو 2014. http://ettouffahi.artblog.fr/551711/Mohamed-BEN-ALI-RBATI
alarabimag. تمت زيارة الموقع في 28 أيار/مايو 2014. http://www.alarabimag.com/little/Article.asp?Art=3804&ID=158
مراجع إضافية
دانييل روندو وعبد الرحمن السلاوي ونيكول دو بونتشارا، "Mohammed Ben Ali R'bati: un peintre à Tanger en 1900" (محمد بن علي الرباطي: رسام في طنجة سنة 1900)، الدار البيضاء: مليكة: مؤسسة عبد الرحمن السلاوي، 2000.
