ترجمة فيفيان حمزة
سيرة الفنان
كان الدكتور خالد الجادر (1922 ـ 1988) مشاركاً نشطاً للغاية في حركة الفن العراقي الحديث. تولى عدة مناصب مرموقة وانتمى إلى العديد من المؤسسات والمنظمات الفنية على مدى مسيرته الفنية المتميّزة. إشتهرت أعمال الجادر بالمناظر الطبيعية والمشاهد القروية المنجزة بضربات فرشاة واسعة. كان يميل إلى الانطباعية وتظهر أعماله الكثير من أدواتها الجمالية، غير أن استكشافه للأساليب والمواضيع جعله يتجاوز تلك التماثلات الجمالية مع الانطباعية لانتاج ما وصفه الكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا بالطابع العراقي المتميّز.
تمتع الجادر بموهبة عالية ودرس في كلية الحقوق بالتزامن مع معهد الفنون الجميلة، فتخرج سنة 1946 بشهادتين، إحداهما في الفن والأخرى في القانون. سافر بعد ذلك إلى باريس بمنحة حكومية لمتابعة تحصيله في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة سنة 1954 ونال شهادة الدكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي من جامعة السوربون. عندما كان يقيم هناك، إشترك الجادر في "صالون باريس".
إثر عودته إلى بغداد، قبل منصب العمادة في معهد الفنون الجميلة حيث مكث لعدة سنوات. في العام 1962، وتحت إشراف رئيس جامعة بغداد، أسس أكاديمية الفنون الجميلة مع زميليه الدكتور عزيز شلال عزيز والدكتور أسعد عبد الرزاق، وعمل بعد ذلك عميداً لهذه الأكاديمية. أثبت الجادر، من خلال هذه الأنشطة الإدارية، التزامه في تطوير نموذج مؤسسي للتربية الفنية في العراق، ومع مناصبه الأكاديمية، عمل الجادر في الوقت ذاته رئيساً للجنة الوطنية للفنون التشكيلية لدى اليونسكو.
كرس الجادر نفسه كذلك لممارسته الفنية الخاصة. يتسم أسلوبه بالتناسق التام بين لوحاته بحيث أنها إذا وضعت جنباً إلى جنب، تعطي مشهداً شاملاً للعراق. يعزز ضربات فرشاته الطليقة والهائجة استخدامه للألوان المتضاربة والنابضة بالحياة. أسواق الجادر وشوارعه وقراه منجزة بطلاءات محمومة من الأصباغ السميكة تجعل اللوحة تنبض بطاقة كامنة. تشكل العناصر البشرية القاطنة في مشاهده جزءًا من هذا الإيقاع بينما تنشغل في مهام حياتها اليومية، غير أن حيويتها لا تعزز سوى بالكاد حيوية المناظر الطبيعية المشبعة بالديناميكية. ومع أن هذه الديناميكية كانت دائماً موجودة في أعماله، إلا أنها بلغت الذورة في لوحاته الأخيرة التي تظهر مشاهد شبه تجريدية تماماً منفّذة بضربات فرشاة متضاربة. تخفي الفوضى الظاهرة في لوحات الجادر بنية منظمة هي دلالة على دقّة الفنان في إنجازه هذه اللوحات، فقد رسمت كل رقعة من الألوان بصورة متعمدة أثناء التطبيق كما وضعت كل شخصية في مكانها بعناية لإبداع تركيبة تنم عن خبرة متينة.
شارك الجادر في العديد من الجمعيات الفنية الهامة، بما فيها جماعة الرواد والانطباعيين وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، كما أنه شغل لفترة رئاسة جمعية الفنانين العراقيين. عرض الفنان كذلك أعماله بكثرة وكان غزير الإنتاج، فشارك في الكثير من المعارض الجماعية في كافة أنحاء العالم. نذكر منها مهرجان الواسطي والبينالي العربي الأول والمعارض في كل من باريس والقاهرة وبروكسل وبرلين والولايات المتحدة والهند وبولندا وروسيا. أقام إضافة إلى ذلك عدداً من المعارض الفردية في بغداد (1955، 1957)، وبرلين (1959)، وبراغ وبودبست (1960)، وأيضاً في الدنمارك (1965) والسعودية (1968). مما جعل أعماله تشاهد على المستويين المحلي والدولي.
يتمتع خالد الجادر بالتقدير من حيث دقته الحازمة في الرسم، وقد أظهر الحزم نفسه في مهامه الإدارية. إشتهر بكونه رفع مستوى طلابه ومستوى الكلية إلى درجة عالية جداً، وهو معيار طبقه بلا شك على نفسه كذلك. من الممكن اليوم التمتع بإبداعاته في متحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة كما في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في عمان.
المعارض
1974 | البينالي العربي الأول، اتحاد الفنانين العرب، بغداد، العراق |
1972 | مهرجان الواسطي، بغداد، العراق |
1968 | معرض فردي، المملكة السعودية |
1965 | معرض فردي، الدنمارك |
1960 | معرض فردي، بوخارست، رومانيا |
1960 | معرض فردي، براغ، جمهورية التشيك |
1959 | معرض فردي، برلين، ألمانيا |
1957 | معرض فردي، بغداد، العراق |
1955 | معرض فردي، بغداد، العراق |
المفردات الدالة
المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس، السوربون، صالون باريس، أكاديمية الفنون الجميلة، جماعة الرواد، الانطباعيون، جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، جمعية الفنانين العراقيين، اللجنة الوطنية للفنون التشكيلية لدى اليونسكو، مهرجان الواسطي، البينالي العربي.
المراجع
وجدان علي، "Modern Islamic Art: Development and Continuity" (الفن الإسلامي الحديث: تطوّر واستمرارية)، غينسفيل: مطبوعات جامعة فلوريدا، 1997.
زينب البحراني وندى الشبوط، "Modernism and Iraq" (الحداثة والعراق)، نيويورك: غاليري مريم وإيرا والاك، منشورات جامعة كولومبيا، 2009.
ميسلون فرج، إشراف، "Strokes of Genius: Contemporary Iraqi Art" (ضربات فرشاة عبقرية: الفن العراقي المعاصر)، لندن: دار الساقي، 2001.
شمس عيناتي، إشراف، "Iraq: Its History, People, and Politics" (العراق: تاريخه، شعبه، وسياساته)، نيويورك: هيومانيتي بوكس، 2003.
جبرا إبراهيم جبرا، "The Grass Roots of Iraqi Art" (قاعدة الفن العراقي الشعبية)، جيرسي: واسط المحدودة للجرافيك والنشر، 1983.
مي مظفر، "العراق" في: "Contemporary Art from the Islamic World" (الفن المعاصر من العالم الإسلامي)، إشراف وجدان علي، عمان: الجمعية الملكية للفنون الجميلة، إيسكس، إنكلترا: منشورات سكوربيون، 1989.
مراجع إضافية
داليا مرزبان، إشراف، "ردّ الشرق: نظرة معمقة على الحداثة في العالم العربي منذ عام 1950 وحتى عام 1970"، الإمارات العربية المتحدة: مؤسسة بارجيل للفنون، 2013.
شارلز بوكوك، "Modern Iraqi Art: A Collection" (الفن العراقي الحديث: مجموعة)، دبي: غاليري ميم، 2013.
بسام رومايا. "Iraq and the Question of Aesthetics" (العراق ومسألة الجماليات)، المؤتمر العالمي للجماليات (2007)، 1 ـ 15.
قاسم سعد، "Contemporary Iraqi Art: Origins and Development" (الفن العراقي المعاصر: الجذور والتطور)، سكوب: مواضيع البحث المعاصرة (آرت إند ديزاين، 2008) 3، 50 ـ 54.
ندى الشبوط، "سجّل: قرن من الفن الحديث"، الدوحة: المتحف العربي للفن الحديث، هيئة متاحف قطر، 2010.