ترجمة فيفيان حمزة
سيرة الفنان
ولد محمد سيف الدين وانلي في عائلة ارستقراطية من أصول تركية من جانب والده إسماعيل بك محمد وانلي، ومن أصول قوقازية من جانب ووالدته عصمت هانم الداغستاني. ترعرع مع أخواته الأربع وأخيه الأصغر أدهم في محيط فرنسي الثقافة، وتربوا جميعاً على أيدي مربين خاصين في قصر العائلة عرفان باشا الواقع في حي محرم بك في الاسكندرية. عمل سيف كموظف حكومي في محفوظات الجمارك في الإسكندرية وباشر بالرسم مع أخيه أدهم.
في العام 1929، أفتتح الرسام الإيطالي أوتورينو بيكي (1878 ـ 1949)، من ليفورنو، مرسماً في الإسكندرية، وكان الأخوان وانلي من ضمن أوائل طلابه. عندما غادر بيكي مصر سنة 1934، أفتتح سيف وأدهم وانلي مرسمهما الخاص في الإسكندرية في السنة التالية مع صديقيهما الرسام أحمد فهمي ومخرج الأفلام محمد بيومي. سافر الأخوان خلال الخمسينيات الى عدة بلدان أوروبية بصورة منتظمة وزارا فرنسا وإيطاليا وإسبانيا حيث أنجزا العديد من اللوحات والتخطيطات لعروض الباليه والأوبرا والمسرح، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية. عندما أسس النحات أحمد عثمان (1907 ـ 1970) كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية عام 1957، عُيّن سيف أستاذاً في قسم الرسم الزيتي. وفي سنة 1959، كلّفت وزارة الثقافة الأخوين وانلي، إلى جانب العديد من الفنانين من أبناء جيهلما، مثل تحية حليم وحسين بيكار، بتوثيق الإرث المعماري النوبي قبل أن تُغطي هذه المنطقة المياه بسبب بناء السد العالي في أسوان. في السنة ذاتها، عندما توفي شقيقه أدهم، عاش سيف مرحلة صعبة انعكست في أعماله. عندما بلغ الثامنة والستين من عمره، تزوّج الرسامة المصرية إحسان مختار. توفي سنة 1979 في ستوكهولم حيث كان يحضّر معرضاً للوحاته من المناظر الطبيعية الاسكندنافية.
كان الأخوان وانلي قريبان أحدهما من الآخر، في حياتهما الخاصة وفي فنهما. أثّر كلّ منهما بالآخر وقد طوّرا أسلوباً فنياً مماثلاً. غير أن سيف كان يستخدم إسمه الأول لتوقيع لوحاته بينما كان شقيقه أدهم يوقعها باسم "وانلي" أو "أ. وانلي" (أدهم وانلي).
أدخلا سوياً التيارات البصرية الحديثة إلى الإسكندرية وكانا من أوائل الذين رسموا مواضيع عالمية، متميّزين عن الأسلوب الفلكلوري الذي كان يتبعه معاصروهما. كان سيف فناناً غزير الإنتاج وقد أنجز أكثر من ألف لوحة بالإضافة إلى العديد من الرسوم والتصاميم التخطيطية. كانت أولى أعماله مستلهمة من استخدام الضوء وضربات الفرشاة الناعمة في أعمال معلمه الإيطالي، أوتورينو بيكي، الذي كان قريباً من حركة ماكيايولي الإيطالية ومدرسة باربيزون. استخدم سيف في مسيرته الفنية لاحقاً مساحات أوسع بالألوان القاتمة وبنى تراكيبه بأسلوب أكثر انعتاقا، مما جعله يصبح أقرب إلى الأسلوب الوحشي. كان سيف مولعاً بفنون الأداء وقد رسم مشاهد من السيرك والباليه والأوبيرا والحفلات الموسيقية وقتال الثيران، كما صوّر كل أنواع الألعاب الرياضية بما فيها سباقات الخيل. صوّر حياة فناني الأداء على خشبة المسرح ووراء الكواليس معبراً عن حركات أجسادهم الديناميكية والحية. قاده شغفه بفنون الأداء إلى ابتكار عدد من التصاميم للإنتاج المسرحي والأوبرا في مصر. رسم مناظر كثيرة من القرى النوبية التقليدية قبل أن تغمرها المياه وكذلك العديد من المناظر الطبيعية في مصر وكافة البلدان التي زارها، منها اسبانيا وفرنسا وإيطاليا ويوغوسلافيا وبولندا وروسيا. سيف هو أيضاً من رسم سلسلة من الرسوم الذاتية التي تعكس حسّ النكتة والعبث لديه. إثر رحيل شقيقه، أدهم، مما آلمه بعمق، أدخل تشكيلة من الألوان الداكنة والظلال في بنية لوحاته. من الممكن مشاهدة أعماله في متحف سيف وأدهم وانلي الموجود في مجمع متاحف محمود سعيد في الإسكندرية، ومتحف الفنون الجميلة في الإسكندرية ومتحف الفن المصري الحديث في القاهرة، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، وكذلك في العديد من المجموعات الخاصة في مختلف أنحاء العالم.
المعارض
1959 | بينالي الإسكندرية، مصر |
1958 | بينالي ساو باولو، البرازيل |
ـــــــــ | بينالي الإسكندرية، مصر |
ـــــــــ | معرض مشترك مع أدهم وانلي، متحف الفنون الجميلة، الإسكندرية، مصر |
1956 | بينالي البندقية، إيطاليا |
ـــــــــ | معرض الفنون الآسيوية ـ الأفريقية |
1955 | بينالي الإسكندرية، مصر |
1949 | معرض مصر - فرنسا، قصر مارسان، باريس، فرنسا |
1938 | أتلييه الإسكندرية، مصر |
1935 | صالون القاهرة، الذي كانت تنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة، مصر |
الجوائز والأوسمة
1973 | جائزة الدولة التقديرية، مصر |
1959 | الجائزة الأولى في بينالي الإسكندرية |
1953 | ميدالية معرض الفنون الآسيوية ـ الأفريقية |
1949 | جائزة "ريشار" للفنون |
1936 | جائزة مسابقة محمود مختار في فن التصوير التي أسستها المثقفة والمناضلة النسائية هدى شعراوي |
الكلمات الدالة
الفن المصري الحديث، الاسكندرية، أدهم وانلي، ماكيايولي، مدرسة باربيزون، فنون الأداء، مسرح، باليه، أوبيرا، التراث النوبي، مناظر طبيعية.
المراجع
رشدي اسكندر، "أدهم وانلي"، القاهرة: الهيئة العامة للاستعلامات، 1984.
كمال الملاّخ وصبحي الشاروني، "الأخوان سيف وأدهم وانلي"، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984.
مراجع إضافية
منى أباظة، "مقدمة" في كتاب: "Twentieth-Century Egyptian Art" (الفن المصري في القرن العشرين) إعداد شيرويت شافعي حول مقتنياتها الخاصة من اللوحات الفنية، القاهرة: قسم النشر في الجامعة الأميركية، 2011.
إيميه عازار، "La peinture moderne en Égypte" (الرسم الحديث في مصر)، القاهرة: إديسيون نوفيل، 1961.
ليليان كرنوك، "(Modern Egyptian Art (1910-2003)" (الفن المصري الحديث (1910 ـ 2003))، القاهرة: قسم النشر في الجامعة الأميركية، 2005.